شيءمن القلق

كان يوماً كئيباً وبارداً في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر),الساعة الثالثة بعد الظهر, عندما بدأ ظلام أمسية خريفية يهبط فوق الروابي , مخيفاً إياها في ضباب رمادي كثيف . كان الهواء بارداً , وبدا أنه يخرق نوافذ العربه المغلقه بإحكام . لابد أن سطح العربة كان مشقوقاً، فقد كانت المقاعد الجلديه مبتلة , وقطرات المطر تسقط ينعومة إلى لداخل من حين إلى آخر , تاركة ً أثر أزرق كالبحر على المقعد الجلدي . كانت الربح الغاضبة تهب بعنف على العربة التي غرقت عجلاتها في الوحل , وتقذف بالأوحال على النوافذ حاجبة الرؤية .

كانت ماري يلان إحدى المسافرات و المسافرين في العربة الذين جلسوا ملتصقين ليكسبوا بعض الدفء . ولسوء حظ ماري , كانت تجلس حيث كانت قطرات المطر تسقط من الشق في السقف , واكنت تمسح هذه القطرات بأصابع نفذ صبرها . كانت تشعر باليأس , و هي على بعد أربعين ميلاً عن ماكان بيتها لثلاث و عشرين سنة . أما شجاعتها التي لازمتها و ساعدتها خلال مرض امها الطويل وعند وفاتها المحزنة , فقد بدات تهتز في ذلك المطر المتواصل وعواء الريح .

ثم اخذت تفكر في الرسالة التي تلقتها من خالتها . كانت خالتها قد اخبرتها أن نبأ وفاة اختها قد صدمها كثيراً ؛ فهي لم تكن تعرف ان اختها كانت مريضة جداً لأنها لو تذهب إلى منزل في هلفورد منذ مدة طويلة . كما أخبرتها خالتها أن تغيرات كثيرة حدثت لا تعرلفها ابنة اختها . فهي لم تعد تسكن في بودمين , وانما على بعد اثنى عشؤ ميلاً خارجها , على طريق لونستون . كان مكانا مقفرا وموحشا , وغذا كانت ابنة اختها تريد المجيء فسوف تكون مسرورة بقضاء الشتاء معها. وقد سألت زوجها عن إقامة ابنة اختها معهم , ولم يعترض على ذلك طالما قللت من كلاكها وساع\نهم عند الحاجة . لقد ذكر عمها انه لن يستطيع إعطاءها المال أو غطعامها مقابل لا شيء . كان يتوقع منها أن تساعده في النزل مقابل طعامها ومسكنها , فقد كان عمها مالد "نزل جامايكا".

ارتبكت ماري عندما استلمت رسالة الترحيب هذه من خالتها بايشنس الحلوة و الطيبة . كانت الرسالة باردة وفارغة ومن دون أية كلمة عن الراحة او الترحيب . ومافاجأ ماري كثيراً أن خالتها بايشنس بأثوابها الحريريية وعيشتها الرغيدة كانت زوجة مالد النزل .

نظرت ماري يلان عبر النافذة الملوثة بالةحل . كانت القرى متفرقة حلوها , وكان بعض الوجوة يبتسم لها عند أبواب الأكواخ . لم تكن هناك اشجار كثيرةفي تلك الناحية الجرداء هبت الريح الباردة , ثم هطل المطر بغزارة . سارت العربة نحو بودمين , التي كانت رماديةً و منفرة كالتلال الجرداء حلوها . جمع المسافرون أغراضهم واستعدوا للمغادرة - الجميع ماعدا ماري , التي ظلت جالسة في الزاوية . ادار السائق وجهه , الذي كان يرشح بالماء إلها متسائلاً.
قال :"أذاهبة انتِ إلى لونستون ؟ سيكون صعباً السفر الليلة عبر المروج الخالية . تستطيعين قضاء الليلة في بودمين و تنطلقين ثانية في الصباح . لا أحد غيرك ذاهب إلى هناك."

استاءت ماري , وقالت :" خالتي تنتظرني . لست خائفة من الرحلة . في أي حال , انا لست ذاهية بالتحديد إلى لةنسستةت , بل أريد التوقف في نزل جامايكا . هل تستطيع من فضلك أن تأخذني إلى هناك ؟"

نظر الرجل إليها بدهشة ثم قال بتردد :" نزل جامايكا ؟ ماذا ستفعلين هناك ؟ إنه ليس مكاناً ملائما لفتاة انا متاكد بأنك مخطئة ." ثم أدار رأسه ونادى امرأة كانت تقف عند بوابة فندق رويال . وتضيء مصابحاً , بدأ الظلام يعم المكان .

" هل تستطيعين المجيء والتفاهم مع هذة الفتاة ؟ طلبوا مني ان أنقلها بالعربة إلى نسستون , ولكنها تريدني أن آخذها إلى نزل جامايكا ؟ "
وبدت المرأة أيضا مدهوشة جدا من هذا الخبر . توجهت نحو العربة وخاطبت ماري :

"إنه مكان غريب و وعر إن كنت تبحثين عن عمل , لن تجديه في المزارع هناك . وغنهم لا يرحبون بالغرباء في تلك المروج . سيكون من الأفضل أن تبقي في بودمين "

ابتسمت ماري للمرأة الغريبة وقالت :" سأكون غلى ما يرام سأزور بعض القرباء . خالتي بايشنس تسكن هناك زوجها مالك نزل جامايكا."

ككان هناك صمت طويل . وفي ضوء لبخافت , استطاعت ماري ان ترى أن المرأة والرجل كانا ينظران إليها بفضول . وفجأة أصبحت خائفة تراجعت المرأة وقالت "انا آسفة , هذا ليس من شأن ليلة سعيدة ."

ولكي ينهي ذلك الموقف المرج السائق يصفر. انحنت ماري ولمسن يده وسألته:" هل تخرني ماالأمر ؟ هل هناك شي مريب يخض عمي ؟"

ارتبك الرجل وحاول أن يتجنب عينيها . ثم قال بتردد :" نزل جامايكا سمعته سيئة . كثير من القصص الغريبة تروى عنه .و لكني اكره أن أتسبب بالمشاكل . ربما كل هذا إشاعات "

سألت ماري :" أي نوع من الإشاعات ؟ هل تقصد أ، الزبائن يكثون الشرب هناك؟ هل عمي يشجع التصرفات السئة ؟"

رفض الرجل افجاية ولكنه قال :" لا اريد التسبب بأية مشاكل , وأنا لا أعرف شيئاً . الشيء الوحيد الذي أعرفه أن الناس الطيبون لا يذهبون غلى نزل جامايكا الآن . في الماضي كان نذهب إلى هناك لنريح جيادنا و نقدم لها الطعام والماء . نحن أيضاً كان نذهب للطعام والشراب ولكننا لا نتوقف هناك الآن "يتبع

شوكرا على القصصة

مشكوووووووووور على الموضوع

مشكور

هههههههههههههههههه

مشكووووووووووووووووووووور

*_*